الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية موقف الباحث عبد اللطيف الحناشي بخصوص تعامل تونس مع حكومتين "شرعيتين" في ليبيا

نشر في  25 فيفري 2015  (13:26)

صرّح وزير الخارجية الطيب البكوش مؤخرا بأن الحكومة التونسية ملزمة بالتعامل مع حكومتين شرعيتين في ليبيا وذلك حرصا على سلامة جاليتها قائلا : "ليبيا فيها حكومتان، واحدة في الشرق وأخرى في الغرب وكل واحدة لها شرعيتها ".

وتعقيبا على هذا التصريح الذي يحمل في طياته اعتراف الحكومة التونسية ضمنيا بحكومتين في ليبيا، اعتبر المؤرخ والباحث والمحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي أن الوضع الليبي العام يبدو شديد التعقيد والتداخل والغموض أيضا ولا يتعلق الأمر بالأطراف الداخلية فحسب بل أيضا من قبل الدول العربية والأجنبية. وفي هذا الإطار يتنزل الموقف التونسي الأخير مما يجري في ليبيا فهذا البلد الجار الذي نرتبط به تاريخيا وحضاريا وعضويا على جميع المستويات تتقاسمه الآن سلطتان واحدة في طبرق جاءت على أساس انتخابات جوان 2014 التي نجح فيها التيار الليبرالي والتيار الفيدرالي بأغلبية كبيرة في مجلس النواب الجديد.  وأخرى سميت بالإنقاذ ولم تعترف بنتائج انتخابات 2014 البرلمانية وتمسكت بسلطة المؤتمر الوطني العام الذي سيطر عليه الإسلاميون وأسسوا حكومة موازية في طرابلس، وطالبوا بضرورة عدم الاعتراف بحكومة عبد الله الثني المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق. والموقف الدولي من الحكومتين متفاوت حسب مصالح كل دولة...

وأضاف الباحث قائلا إن الموقف التونسي يبدو موقفا براغماتيا ووطنيا بامتياز يستجيب لمصالح تونس وعمق علاقاتها مع ليبيا ويخضع لعدة اعتبارات منها إمكانية تداعيات أي حدث في ليبيا على تونس نتيجة القرب الجغرافي ونتيجة لوجود جالية ليبية كبيرة في تونس وعدد هام من التونسيين في ليبيا إضافة لوجود رهائن تونسيين لدى مجموعات ليبية لم تعلن عن هويتها لحد الآن...

 وتابع حديثه : "بقطع النظر عن طبيعة فجر ليبيا وطموحاتها، فان كل الأطراف الليبية المتصارعة تتحكم فيها مصالح وأطراف دولية وإقليمية، لذلك فان الواقع يفرض التعامل معها تبعا لحضورها وانتشارها على الأرض في انتظار تغيرات ما قد تحصل بين عشية وضحاها خاصة أن هذه المجموعة مسنودة من قبل بعض الدول العربية والأجنبية".

 ومن ناحية أخرى اعتبر عبد اللطيف الحناشي أن رفض تونس لأي تدخل أجنبي أو عربي في ليبيا هو موقف سليم وذو بعد استراتيجي، قائلا: " انّ أي تدخل قد يجر تونس للمعركة بل أن أي تدخل أجنبي أو عربي سيعود بالوبال على تونس على جميع المستويات وقد يفرض عليها أجندات معينة ونعتقد أن الموقفين اللذين اتخذتهما تونس سليمان ويخدمان المصلحة الوطنية التونسية فلا شيء ثابت في السياسة عامة وفي المسألة الليبية خاصة"..

 

منارة تليجاني